فصل: ذكر السواك الذي استن به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 ذكر ما كان رسول الله يعوذ به ويعوذه جبريل

أخبرنا أبو معاوية الضرير أخبرنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهذه الكلمات أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما قالت فلما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه بها وأعوذه بها قالت فنزع يده مني وقال رب اغفر لي وألحقني بالرفيق قالت وكان هذا آخر ما سمعت من كلامه أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق أخبرنا هشام الدستوائي عن حماد عن إبراهيم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا مسح بيده على وجهه وصدره وقال أذهب الباس رب الناس واشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما قال فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم تساند إلى عائشة فأخذت بيده فجعلت تمسحها على وجهه وصدره وتقول هذه الكلمات فانتزع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده منها وقال اللهم أعلى جنة الخلد أخبرنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث قالت فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم أخذت بيده فجعلت أمرها على صدره ودعوت بهذه الكلمات أذهب الباس رب الناس فانتزع يده من يدي وقال أسأل الله الرفيق الأعلى الأسعد أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه ينفث على نفسه بالمعوذات فلما ثقل عن ذلك جعلت أنفث عليه بهن وأمسحه بيد نفسه أخبرنا عارم بن الفضل وسليمان بن حرب وخالد بن خداش قالوا أخبرنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت كنت أعوذ النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء إذا مرض أذهب الباس رب الناس بيدك الشفاء لا شافي إلا أنت اشف شفاء لا يغادر سقما قالت فلما كان مرضه الذي مات فيه ذهبت أعوذه به فقال ارفعي عني فإنها إنما كانت تنفعني في المرة أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها كانت تعوذ النبي بالمعوذتين في مرضه وتنفث وتمسح وجهه بيده أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي حدثني نافع بن عمر حدثني بن أبي مليكة قال كانت عائشة تمسح صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول اكشف الباس رب الناس أنت الطبيب وأنت الشافي فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ألحقني بالرفيق ألحقني بالرفيق أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا المسعودي عن القاسم قال لسع النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بماء وملح ثم أدخل يده فقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس حتى ختمها أخبرنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن سليمان يعني الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان منا مسحه بيمينه وقال أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما قالت فلما ثقل أخذت يمينه فمسحته بها وقلت أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي فانتزع يده من يدي وقال اللهم اغفر لي واجعلني في الرفيق الأعلى مرتين قالت فما علمت بموته حتى وجدت ثقله أخبرنا الحسن بن موسى أخبرنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم أن أبا عبد الله أخبره أن بن عائش الجهني أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بن عائش ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون قال قلت بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ برب الناس وأعوذ برب الفلق هاتين السورتين أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد عن عبد الرحمن بن السائب الهلالي وكان بن أخي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال قالت لي ميمونة يا بن أخي تعال حتى أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت باسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك أذهب الباس رب الناس واشف لا شافي إلا أنت أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر أخبرنا سفيان بن عيينة حدثني عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المرض باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى سقيمنا بإذن ربنا أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس وسعيد بن سليمان قالا أخبرنا أبو شهاب عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقاه يعني جبريل عليه السلام فقال بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من كل حاسد وعين والله يشفيك أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس أخبرنا سليمان بن بلال وأخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس أخبرنا عبد العزيز بن محمد الداروردي جميعا عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل وقال بسم الله يبريك من كل داء يشفيك من شر كل حاسد إذا حسد ومن شر كل عين ذي عين أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا بن جريج أخبرني عطاء وعمرو بن شعيب وجبير بن أبي سليمان أن جبريل عليه السلام كان يعوذ محمدا صلى الله عليه وسلم يقول بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل ذي عين ونفس حاسد وباغ يبغيك بسم الله أرقيك والله يشفيك أخبرنا أبو عامر العقدي عن زهير بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل فقال بسم الله يبريك من كل داء يشفيك من شر حاسد إذا حسد ومن شر كل ذي عين أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا طلحة بن عمرو عن عطاء قال بلغني أن التعويذ الذي عوذ به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم حين سحرته اليهود في طعامه بسم الله أرقيك بسم الله يشفيك من كل داء يعنيك خذها فلتهنيك من شر حاسد إذا حسد ‏.‏

 ذكر صلاة رسول الله بأصحابه في مرضه

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجعا فدخل عليه أصحابه يعودونه فصلى بهم قاعدا وهم قيام فأومأ إليهم أن اقعدوا فلما قضى صلاته قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قعد فاقعدوا واصنعوا مثل ما يصنع الإمام أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع أنس بن مالك يقول سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرس فجحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا فصلينا خلفه قعودا فلما قضى الصلاة قال إنما جعل الإمام لؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين أخبرنا طلق بن غنام النخعي أخبرنا عبد الرحمن بن جريس حدثني حماد عن إبراهيم قال أم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وهو ثقيل معتمدا في الصلاة على أبي بكر أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين في مرضه‏:‏ أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن أبي مليكة عن عبيد بن عمير الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه أمر أبا بكر أن يصلي بالناس فلما افتتح أبو بكر الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة فخرج فجعل يفرج الصفوف فلما سمع أبو بكر الحس علم أنه لا يتقدم ذلك التقدم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فنخس إلى الصف وراءه فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكانه فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب أبي بكر وأبو بكر قائم فلما فرغا من الصلاة قال أبو بكر أي رسول الله أراك أصبحت بحمد الله صالحا وهذا يوم ابنة خارجة امرأة لأبي بكر من الأنصار في بلحارث بن الخزرج فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصلاه أو إلى جانب الحجر فحذر الناس الفتن ثم نادى بأعلى صوته حتى إن صوته ليخرج من باب المسجد فقال إني والله لا يمسك الناس علي بشيء لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه ثم قال يا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة رسول الله اعملا لما عند الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئا ثم قام من مجلسه ذلك فما انتصف النهار حتى قبضه الله أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أخبرني أنس بن مالك أن أبا بكر كان يصلي بهم في وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة بمصحف ثم تبسم رسول الله ضاحكا فبهشنا ونحن في الصلاة من الفرح بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن أتموا صلاتكم قال ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرخى الستر قال فتوفي من يومه صلى الله عليه وسلم أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع أنس بن مالك يقول آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فلما رآه الناس تخشخشوا فأومأ إليهم أن امكثوا مكانكم فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف ثم ألقى السجف وتوفي من آخر ذلك اليوم أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا سفيان بن عيينة أخبرنا سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر قال إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له إلا أني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا الرب فيه وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أخبرنا أحمد بن الحجاج قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا معمر ويونس عن الزهري أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال ليصل بالناس أبو بكر فقالت له عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق كثير البكاء حين يقرأ القرآن فمر عمر فليصل بالناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصل بالناس أبو بكر فراجعته عائشة بمثل مقالتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصل بالناس أبو بكر إنكن صواحب يوسف قال الزهري وأخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة قالت لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه وقع في قلبي أنه لن يحب الناس رجلا بعده قام مقامه وكنت أرى أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر أخبرنا أحمد بن الحجاج قال أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرني معمر ويونس بن يزيد عن الزهري أخبرني أنس بن مالك الأنصاري أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر يوم الإثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفاجئهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف في صلاتهم فتبسم يضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة قال أنس وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة فأرخى الستر بينه وبينهم قال أنس وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ومعاوية بن عمرو الأزدي قالا أخبرنا زائدة بن قدامة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة فقلت لها حدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك فقال ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك فقال ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا فذهب فاغتسل فقال أصلى الناس فقلنا لا هم ينتظرونك والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال عمر أنت أحق بذلك قالت فصلى أبو بكر تلك الأيام ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس فصلى الظهر وأبو بكر يصلي بالناس قالت فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر وقال لهما أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر قال فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هات فعرضت عليه فما أنكر منه شيئا غير أنه قال سمت لك الرجل الذي كان مع العباس قال قلت لا قال هو علي بن أبي طالب أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا فليح بن سليمان عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت أوذن النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه فلما سري عنه قال هل أمرتن أبا بكر يصلي بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق لا يسمع الناس فلو أمرت عمر قال إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فرب قائل ومتمن ويأبى الله والمؤمنون أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت لما استعز رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء إذا قرأ القرآن فقال مروه فليصل بالناس قالت فعدت بمثل قولي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكن صواحب يوسف مروه فليصل بالناس قالت عائشة والله ما أقول ذلك إلا أني كنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي وقلت إن الناس لن يحبوا رجلا قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا وإنهم سيتشاءمون به في كل حدث كان فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت لما كانت ليلة الإثنين بات رسول الله صلى الله عليه وسلم دنفا فلم يبق رجل ولا امرأة إلا أصبح في المسجد لوجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء المؤذن يؤذنه بالصبح فقال قل لأبي بكر يصلي بالناس فكبر أبو بكر في صلاته فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر فرأى الناس يصلون فقال إن الله جعل قرة عيني في الصلاة وأصبح يوم الإثنين مفيقا فخرج يتوكأ على الفضل بن عباس وعلى ثوبان غلامه حتى دخل المسجد وقد سجد الناس مع أبي بكر سجدة من الصبح وهم قيام في الأخرى فلما رآه الناس فرحوا به فجاء حتى قام عند أبي بكر فاستأخر أبو بكر فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده فقدمه في مصلاه فصفا جميعا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر قائم على ركنه الأيسر يقرأ القرآن فلما قضى أبو بكر السورة سجد سجدتين ثم جلس يتشهد فلما سلم صلى النبي صلى الله عليه وسلم الركعة الآخرة ثم انصرف أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر عن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود قال عدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الناس فليصلوا قال عبد الله فخرجت فلقيت ناسا لا أكلمهم فلما لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه وكان أبو بكر غائبا فقلت له صل بالناس يا عمر فقام عمر في المقام وكان عمر رجلا مجهرا فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فأخرج رأسه حتى أطلعه للناس من حجرته فقال لا لا لا ليصل بهم بن أبي قحافة قال يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قال فانصرف عمر فقال لعبد الله بن زمعة يا بن أخي أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأمرني قال فقلت لا ولكني لما رأيتك لم أبغ من وراءك فقال عمر ما كنت أظن حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك ولولا ذلك ما صليت بالناس فقال عبد الله لما لم أر أبا بكر رأيتك أحق من غيره بالصلاة حدثنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عقبة الليثي عن شعبة مولى بن عباس عن بن عباس قال حضرت الصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر يصلي بالناس فلما قام أبو بكر مقام النبي صلى الله عليه وسلم اشتد بكاؤه وافتن واشتد بكاء من خلفه لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم فلما حضرت الصلاة جاء المؤذن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قولوا للنبي صلى الله عليه وسلم يأمر رجلا يصلي بالناس فإن أبا بكر قد افتن من البكاء والناس خلفه فقالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مروا عمر يصلي بالناس حتى يرفع الله رسوله قال فذهب إلى عمر فصلى بالناس فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم تكبيره قال من هذا الذي أسمع تكبيره فقال له أزواجه عمر بن الخطاب وذكروا له أن المؤذن جاء فقال قولوا للنبي صلى الله عليه وسلم يأمر رجلا يصلي بالناس فإن أبا بكر قد افتن من البكاء فقالت حفصة مروا عمر يصلي بالناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكن لصواحب يوسف قولوا لأبي بكر فليصل بالناس فلو لم يستخلفه ما أطاع الناس أخبرنا خلف بن الوليد أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة حدثني أبي عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل عن بن عباس قال لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي توفي فيه أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم وجد خفة فجاء فأراد أبو بكر أن ينكص فأومأ إليه فثبت مكانه وقعد النبي صلى الله عليه وسلم عن يسار أبي بكر ثم استفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر أخبرنا موسى بن إسماعيل أخبرنا جرير بن حازم عن الحسن قال لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه المؤذن يؤذنه بالصلاة فقال لنسائه مرن أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز وعبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن محمد بن إبراهيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض لأبي بكر صل بالناس فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة فخرج وأبو بكر يصلي بالناس فلم يشعر حتى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين كتفيه فنكص أبو بكر وجلس النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه فصلى أبو بكر وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاته فلما انصرف قال لم يقبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن بن عمر قال كبر عمر فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيره فأطلع رأسه مغضبا فقال أين بن أبي قحافة أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه إذا وجد خفة خرج وإذا ثقل وجاءه المؤذن قال مروا أبا بكر يصلي بالناس فخرج من عنده يوما لأمر يأمر الناس يصلون وابن أبي قحافة غائب فصلى عمر بن الخطاب بالناس فلما كبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لا أين بن أبي قحافة قال فانتقضت الصفوف وانصرف عمر قال فما برحنا حتى طلع بن أبي قحافة وكان بالسنح فتقدم فصلى بالناس أخبرنا محمد بن عمر عن سعيد بن عبد الله بن أبي الأبيض عن المقبري عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في وجعه إذا خف عنه ما يجد خرج فصلى بالناس وإذا وجد ثقله قال مروا الناس فليصلوا فصلى بهم بن أبي قحافة يوما الصبح فصلى ركعة ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى جنبه فأتم بأبي بكر فلما قضى أبو بكر الصلاة أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فاته أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن يعقوب حدثني أبو الحويرث قال سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب قال محمد بن عمر وأخبرنا سليمان بن بلال وعبد الرحمن بن عثمان بن وثاب عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن بن أبي مليكة عن عبيد بن عمير وحدثنا محمد بن عمر وأخبرنا موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه عن الحجاج بن غزية عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مرضه بصلاة أبي بكر ركعة من الصبح ثم قضى الركعة الباقية قال محمد بن عمر ورأيت هذا الثبت عند أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر أخبرنا محمد بن عمر قال سألت أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة كم صلى أبو بكر بالناس قال صلى بهم سبع عشرة صلاة قلت من حدثك ذلك قال حدثني أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة عن عباد بن تميم عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى بهم أبو بكر ذلك أخبرنا محمد بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة قال صلى بهم أبو بكر ثلاثا أخبرنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبي موسى قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق وإنه إذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف أخبرنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير قال فأتاهم عمر فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر يصلي بالناس قالوا بلى قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن كعب بن مالك قال إن أحدث عهدي بنبيكم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بخمس فسمعته يقول ويحرك كفه إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كان له من أمته خليل ألا وإن خليلي أبو بكر إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا أخبرنا موسى بن داود أخبرنا نافع بن عمر الجمحي عن بن أبي مليكة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ادعوا لي أبا بكر فقالت عائشة إن أبا بكر يغلبه البكاء ولكن إن شئت دعونا لك بن الخطاب قال ادعوا أبا بكر قالت إن أبا بكر رجل يرق ولكن إن شئت دعونا لك بن الخطاب فقال إنكن صواحب يوسف ادعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب إن يطمع في أمر أبي بكر طامع أو يتمن متمن ثم قال يأبى الله ذلك والمؤمنون يأبى الله ذلك والمؤمنون قالت عائشة فأبى الله ذلك والمؤمنون فأبى الله ذلك والمؤمنون أخبرنا موسى بن داود عن نافع بن عمر عن محمد بن المنكدر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ادعوا لي أبا بكر فدعوه إلى بن الخطاب فأغمي عليه ثم أفاق فقال ادعوا لي أبا بكر فدعوه إلى بن الخطاب فقال إنكن صواحب يوسف فقيل لعائشة بعد ذلك ما لك لم تدعي أباك لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمركم قالت علمت أنهم سيقولون إذا سمعوا صوت أبي بئس الخلف من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يقولونها لعمر أحب إلي من أن يقولوها لأبي أخبرنا محمد بن عمر حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قال محمد بن عمر أخبرنا هشام بن عمارة عن إسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم بن محمد عن عائشة وأخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة وأخبرنا الحكم بن القاسم عن عفيف بن عمرو عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالت بدىء برسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول وا رأساه فقال لو كان ذلك وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك وأكفنك وأدفنك فقلت واثكلاه والله إنك لتحب موتي ولو كان ذلك لظللت يومك معرسا ببعض أزواجك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أنا وا رأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبيك وإلى أخيك فأقضي أمري وأعهد عهدي فلا يطمع في الأمر طامع ولا يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قال كلا يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون وقال بعضهم في حديثه ويأبى الله إلا أبا بكر أخبرنا محمد بن عمر عن الثوري عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال قال أبو بكر يا رسول الله إني رأيت في المنام كأن علي ثوبي حبرة وأنا أطأ في عذرات الناس وفي صدري رقمتين فقال أما الرقمتان فتلي سنتين وأما الثوب الحبرة فما تحبر به من ولدك وأما العذرة فما ينالك من أذاهم أخبرنا محمد بن عمر عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يذاكره في الشيء فقال إن جئت فلم أجدك قال فأت أبا بكر قال محمد بن عمر يعني بعد الموت أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن عمرو الأنصاري سمعت عاصم بن عمر بن قتادة قال ابتاع النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا من رجل إلى أجل فقال يا رسول الله إن جئت فلم أجدك يعني بعد الموت قال فأت أبا بكر قال فإن جئت فلم أجد أبا بكر يعني بعد الموت قال فأت عمر فإن جئت فلم أجد عمر قال إن استطعت أن تموت إذا مات عمر فمت ‏.‏

 ذكر سد الأبواب غير باب أبي بكر رضي الله تعالى عنه

أخبرنا يحيى بن عباد وسعيد بن منصور ويونس بن محمد المؤدب قالوا أخبرنا فليح بن سليمان حدثني أبو النضر سالم عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله قال فبكى أبو بكر قال فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن عبد خير فاختار قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر لا تبك أيها الناس إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا من الناس خليلا كان أبو بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي أخبرنا ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعظم الناس علي منا في صحبته وذات يده أبو بكر فأغلقوا هذه الأبواب الشارعة كلها في المسجد إلا باب أبي بكر قال قتيبة بن سعيد قال الليث بن سعد قال معاوية بن صالح فقال ناس أغلق أبوابنا وترك باب خليله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغني الذي قلتم في باب أبي بكر وإني أرى على باب أبي بكر نورا وأرى على أبوابكم ظلمة أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه في خرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال إنه ليس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لأتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عن كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر أخبرنا أحمد بن الحجاج الخراساني قال أخبرنا عبد الله بن المبارك عن يونس ومعمر عن الزهري أخبرني أيوب بن بشير الأنصاري عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فاستوى على المنبر فتشهد فلما مضى تشهده كان أول كلام تكلم به أن استغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد ثم قال إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند ربه فاختار ما عند ربه ففطن لها أبو بكر الصديق أول الناس فعرف أنما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه فبكى أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك يا أبا بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم أمرا أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر أخبرنا محمد بن عمر حدثني الزبير بن موسى عن أبي الحويرث قال لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواب لتسد إلا باب أبي بكر قال عمر يا رسول الله دعني أفتح كوة أنظر إليك حين تخرج إلى الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن الحر الواقفي عن صالح بن أبي حسان عن أبي البداح بن عاصم بن عدي قال قال العباس بن عبد المطلب يا رسول الله ما لك فتحت أبواب رجال في المسجد وما بالك سددت أبواب رجال في المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس ما فتحت عن أمري ولا سددت عن أمري صلى الله عليه وسلم‏:‏ أخبرنا وكيع بن الجراح وروح بن عبادة عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عروة عن عائشة قالت كنت سمعت أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة قالت فأصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحة شديدة في مرضه فسمعته يقول مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فظننت أنه خير أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي إلا تقبض نفسه ثم يرى الثواب ثم ترد إليه فيخير بين أن ترد إليه إلى أن يلحق قالت فكنت قد حفظت ذلك منه فإني لمسندته إلى صدري فنظرت إليه حتى مالت عنقه فقلت قد قضى وعرفت الذي قال فنظرت إليه حتى ارتفع ونظر قالت قلت إذا والله لا يختارنا فقال مع الرفيق الأعلى في الجنة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا أخبرنا محمد بن عمر عن أسامة بن زيد الليثي عن الزهري أخبرنا سعيد بن المسيب في رجال من أهل العلم أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير قالت عائشة فلما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف سقف البيت ثم قال اللهم الرفيق الأعلى قالت عائشة فقلت الآن لا يختارنا وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قلت رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن يخير إذا لا يختارنا أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يتوفى وأنا مسندته إلى صدري اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس وأخبرنا المعلى بن أسد أخبرنا عبد العزيز بن المختار جميعا عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أخبرته أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهي مسندة إلى ظهره يقول اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس بلغني عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي يموت حتى يخير قالت فسمعته وهو يقول اللهم الرفيق الأعلى فعرفت أنه ذاهب أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بردة بن أبي موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسندته عائشة إلى صدرها فأفاق وهي تدعو له بالشفاء فقال لا بل أسأل الله الرفيق الأعلى الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل أخبرنا أنس بن عياض الليثي وصفوان بن عيسى الزهري ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني عن أنيس بن أبي يحيى عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن جلوس في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرض الذي توفي فيه عاصبا رأسه بخرقة فخرج يمشي حتى قام على المنبر فلما استوى عليه قال في حديث أبي ضمرة أنس بن عياض وصفوان والذي نفسه بيده وفي حديث محمد بن إسماعيل والذي نفسي بيده إني لقائم على الحوض الساعة إن رجلا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة فلم يعقلها من القوم أحد إلا أبو بكر فبكى ثم قال أي رسول الله بأبي أنت وأمي بل نفديك بآبائنا وأبنائنا وأنفسنا وأموالنا قال ثم نزل فما قام عليه حتى الساعة ‏.‏

 ذكر قسم رسول الله بين نسائه في مرضه من نفسه

أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل في ثوب يطوف به على نسائه وهو مريض يقسم بينهن أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيسوي بينهن ويقول اللهم هذا ما أملك وأنت أولى بما لا أملك يعني الحب في القلب ‏.‏

 ذكر استئذان رسول الله نسائه أن يمرض في بيت عائشة

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه استأذن نساءه أن يكون في بيت عائشة ويقال إنما قالت ذلك لهن فاطمة فقالت إنه يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم الاختلاف فأذن له فخرج من بيت ميمونة إلى بيت عائشة تخط رجلاه بين عباس ورجل آخر حتى دخل بيت عائشة فزعموا أن بن عباس قال من الرجل الآخر قالوا لا ندري قال هو علي بن أبي طالب أخبرنا أحمد بن الحجاج قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا معمر ويونس عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين بن عباس تعني الفضل ورجل آخر قال عبيد الله فأخبرت بن عباس بما قالت قال فهل ندري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة قال قلت لا قال بن عباس هو علي إن عائشة لا تطيب له نفسا بخير قالت عائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما دخل بيتي واشتد وجعه أهريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس قالت فأجلساه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى جعل يشير إلينا بيده أن قد فعلتم ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس قال استأذنت أنا ورجل من أصحابي على عائشة فأذنت لنا فلما دخلنا جذبت الحجاب وألقت لنا وسادة فجلسنا عليها فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر ببابي يلقي إلي الكلمة ينفع الله بها فمر ذات يوم فلم يقل شيئا ثم مر ذات يوم فلم يقل شيئا فقلت يا جارية ألقي لي وسادة على الباب فألقت لي وسادة فجلست عليها في طريقه وعصبت رأسي فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك فقلت أشتكي رأسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وا رأساه ثم مضى فلم يلبث إلا يسيرا حتى جيء به محمولا في كساء فأدخل بيتي فأرسل إلى نسائه فاجتمعن عنده فقال إني أشتكي ولا أستطيع أن أدور بيوتكن فإن شئتن أذنتن لي فكنت في بيت عائشة فأذن له فكنت وأنا أوصبه ولم أوصب مريضا قط قبله أخبرنا محمد بن عمر حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم قال أين أنا غدا قالوا عند فلانة قال فأين أنا بعد غد قالوا عند فلانة فعرف أزواجه أنه يريد عائشة فقلن يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة أخبرنا محمد بن عمر حدثني الحكم بن القاسم عن عفيف بن عمرو السهمي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه حتى استعز به وهو في بيت ميمونة فعرف نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يحب أن يكون في بيتي فقلن يا رسول الله يومنا الذي يصيبنا لأختنا يعنين عائشة‏.‏

 ذكر السواك الذي استن به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه

أخبرنا محمد بن عمر حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم دخل حجرتي فاضطجع في حجري فدخل علي رجل من آل أبي بكر في يده أخضر فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وهو في يده نظرا عرفت أنه يريده فقلت يا رسول الله تريد أن أعطيك هذا السواك فقال نعم فأخذته فمضغته حتى لينته ثم أعطيته إياه فاستن به كأشد ما رأيته استن بسواك قبله ثم وضعه أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم في شكوه وأنا مسندته إلى صدري وفي يد عبد الرحمن سواك فأمرها أن تقضمه فقضمته ثم أعطته رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر عن بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد قال سمعته يقول سمعت عائشة تقول كان من نعمة الله علي وحسن بلائه عندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وجمع بين ريقي وريقه عند الموت قال القاسم قد عرفنا كل الذي تقولين فكيف جمع بين رقيك وريقه قالت دخل عبد الرحمن بن أم رومان أخي على النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وفي يده سواك رطب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مولعا بالسواك فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشخص بصره إليه فقلت يا عبد الرحمن اقضم السواك فناولنيه فمضغته ثم أدخلته في في رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسوك به فجمع بين ريقي وريقه صلى الله عليه وسلم في مرضه‏:‏ أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري يعني حاتم بن أبي صغيرة حدثني عمرو بن دينار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكى فأغمي عليه فأفاق حين أفاق والنساء يلددنه فقال أما إنكم قد لددتموني وأنا صائم لعل أسماء بنت عميس أمرتكم بهذا أكانت تخاف أن يكون في ذات الجنب ما كان الله ليسلط علي ذات الجنب لا يبقى في البيت أحد إلا لد كما لددتني غير عمي العباس فوثب النساء يلد بعضهن بعضا أخبرنا محمد بن الصباح أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام يعني بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت تأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاصرة فاشتدت به جدا وأخذته يوما فأغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه قد هلك على الفراش فلددناه فلما أفاق عرف أنا قد للدناه فقال كم ترون أن الله كان يسلط علي ذات الجنب ما كان الله ليجعل لها علي سلطانا والله لا يبقى في البيت أحد إلا لددتموه إلا عمي العباس قالت فما بقي في البيت أحد إلا لد فإذا امرأة من بعض نسائه تقول أنا صائمة قالوا ترين أنا ندعك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبقى أحد في البيت إلا لد فلددناها وهي صائمة أخبرنا محمد بن عمر حدثني سعيد بن عبد الله بن أبي الأبيض عن المقبري عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت بدىء برسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه في بيت ميمونة فكان إذا خف عنه ما يجد خرج فصلى بالناس فإذا وجد ثقلة قال مروا الناس فليصلوا فتخوفنا عليه ذات الجنب وثقل فلددناه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم خشونة اللد فأفاق فقال ما صنعتم بي قالوا لددناك قال بماذا قال قلنا بالعود الهندي وشيء من ورس وقطرات زيت فقال من أمركم بهذا قالوا أسماء بنت عميس قال هذا طب أصابته بأرض الحبشة لا يبقى أحد في البيت إلا التد إلا ما كان من عم رسول الله يعني العباس ثم قال ما الذي كنتم تخافون علي ذات الجنب قال ما كان الله ليسلطها علي أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي قال دخلت أم بشر بن البراء على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فقالت يا رسول الله ما وجدت مثل هذه الحمى التي عليك على أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر ما يقول الناس قالت قلت يقولون به ذات الجنب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الله ليسلطها على رسوله إنها همزة من الشيطان ولكنها من الأكلة التي أكلتها أنا وابنك هذا أوان قطعت أبهري أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال لما كان وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم لدوه فقال من أمركم بهذا أخفتم أن تكون بي ذات الجنب ما كان الله ليسلطها علي أمرتكم بهذا أسماء بنت عميس جاءت به من أرض الحبشة لا يبقى في البيت أحد إلا التد إلا عمي العباس قال فجعل بعضهم يلد بعضا أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال كانت أم سلمة وأسماء بنت عميس هما لدتاه قال فالتدت يومئذ ميمونة وهي صائمة لقسم النبي صلى الله عليه وسلم قال وكأنه منه عقوبة لهم ‏.‏

 ذكر الدنانير التي قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه

أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك أخبرنا بن أبي مليكة حدثتني عائشة قالت أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير فقسمها إلا ستة فدفع الستة إلى بعض نسائه فلم يأخذه النوم حتى قال ما فعلت الستة قالوا دفعتها إلى فلانة قال ائتوني بها فقسم منها خمسة في خمسة أبيات من الأنصار ثم قال استنفقوا هذا الباقي وقال الآن استرحت فرقد أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة وهي مسندته إلى صدرها يا عائشة ما فعلت تلك الذهب قالت هي عندي قال فأنفقيها ثم غشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على صدرها فلما أفاق قال آنفقت تلك الذهب يا عائشة قالت لا والله يا رسول الله قالت فدعا بها فوضعها في كفه فعدها فإذا هي ستة دنانير فقال ما ظن محمد بربه أن لو لقي الله وهذه عنده فأنفقها كلها ومات من ذلك اليوم أخبرنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن أبي بكر بن يحيى قال عبد الله أحسبه الزبيري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو أن أحدا ذاكم عندي ذهبا لأحببت أن لا يأتي عليه ثلاثة أيام وعندي منه دينار وأجد من يقبله مني صدقة إلا شيء أرصده في دين علي أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل عن عمر بن سعيد بن أبي حسين أخبرني بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة العصر فأسرع ولم يدركه أحد فعجب الناس من سرعته فلما رجع إليهم عرف ما في وجوههم فقال كان عندي تبر في البيت فكرهت أن أبيته عندي فأمرت بقسمه أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف عن الحسن قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فعرف في وجهه أنه بات قد أهمه أمر قال فقيل له يا رسول الله إنا لنستنكر وجهك فإنك قد أهمك الليلة أمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك من أوقيتين من ذهب الصدقة باتتا عندي لم أكن وجهتهما أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي أخبرنا محمد بن عمر عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي قبض فيه ما فعلت الأذهب فقلت هي عندي يا رسول الله قال ائتيني بها وهي ما بين السبعة والخمسة فجعلها في كفه ثم قال ما ظن محمد بالله لو لقي الله وهذه عنده أنفقيها أخبرنا يحيى بن إسحاق البجلي قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن أبي حازم عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في مرضه الذي مات فيه يا عائشة هلمي تلك الذهب قالت فأتيته بها وهي أحد العددين تسعة أو سبعة فأخذها بيده فقال ما ظن محمد لو لقي الله وهذه عنده أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن حدثني أبي عن أبيه أو عبيد الله بن عبد الله شك يعقوب عن عائشة قالت أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية دراهم بعد أن أمسينا فلم يزل قائما وقاعدا لا يأتيه النوم حتى سمع سائلا يسأل فخرج من عندي فما عدا أن دخل فسمعت غطيطه فلما أصبح قلت يا رسول الله رأيتك أول الليل قائما وقاعدا لا يأتيك النوم حتى خرجت من عندي فما عدا أن دخلت فسمعت غطيطك قال أجل أتت رسول الله ثمانية دراهم بعد أن أمسى فما ظن رسول الله أن لو لقي الله وهي عنده أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان في مرضه قال يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشغل عائشة ما به فبعثت يعني به إلى علي فتصدق به ثم أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإثنين في جديد الموت فأرسلت عائشة إلى امرأة من النساء بمصباحها فقالت اقطري لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله أمسى في جديد الموت ‏.‏

 ذكر الكنيسة التي ذكرها أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه

وما قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم تذاكران عنده في مرضه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها مارية فذكرن من حسنها وتصاويرها وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك قوم إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروه في تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يلقي خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذرهم مثل ما صنعوا أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث أخبرنا جندب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوفى بخمس يقول ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه كان في آخر ما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز وأخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد أخبرنا مسلم بن إبراهيم وأبو هشام المخزومي قالا أخبرنا أبو عوانة عن هلال بن أبي حميد الوزان عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى فإنهم اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد فلولا ذلك لم يزوروا قبره ولكنه خشي أن يتخذ مسجدا أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا عوف عن الحسن قال ائتمروا أن يدفنوه صلى الله عليه وسلم في المسجد فقالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واضعا رأسه في حجري إذ قال قاتل الله أقواما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا أبو بكر بن عياش عن أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن كعب بن مالك قال إن أحدث عهدي بنبيكم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بخمس فسمعته يقول إنه من كان قبلكم اتخذوا بيوتهم قبورا ألا وإني أنهاكم عن ذلك ألا هل بلغت اللهم اشهد اللهم اشهد أخبرنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن كلثوم عن أسامة بن زيد قال دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده وهو مريض فوجدناه قائما قد غطى وجهه ببرد عدني فكشف عن وجهه فقال لعن الله اليهود يحرمون الشحوم ويأكلون أثمانها أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر أخبرنا سفيان يعني بن عيينة أخبرنا حمزة بن المغيرة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏.‏